فصل: حرف الباء

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: فيض القدير شرح الجامع الصغير من أحاديث البشير النذير **


*2*  حرف الباء الموحدة

أي هذا باب الأحاديث التي أولها حرف الباء الموحدة التحتية‏.‏

‏(‏فصل‏)‏ في حرف الباء مع الهمزة

3111 - ‏(‏بسم اللّه‏)‏ قال العارف ابن عربي‏:‏ لما كانت الأسماء الإلهية سبب وجود العالم المؤثرة له كانت البسملة خبر مبتدأ مضمر وهو ابتداء العالم وظهوره فكأنه يقول بسم اللّه ظهر العالم واختصت الثلاثة الأسماء لأن الحقائق تعطي ذلك فاللّه هو الاسم الجامع للأسماء كلها والرحمن صفة عامة اللّه ‏(‏الرحمن الرحيم‏)‏ فهو رحمن الدنيا والآخرة لأنه رحم كل شيء من العالم في الدنيا والرحمة في الآخرة مختصة بقبضة السعادة وكل حرف من بسم مثلث على طبقات العوالم فاسم الباء باء وألف وهمزة، والسين سين وياء ونون، والميم ميم وياء وميم، والياء مثل الباء وهي حقيقة العبد في باب النداء فما أشرف هذا الموجود كيف انحصر في عابد ومعبود فهذا شرف مطلق لا يقابله ضد لأن ما سوى وجود الحق تعالى ووجود العبد عدم محض والتنوين في اسم لتحقق العبودية فلما ظهر منه التنوين اصطفاه الحق المبين بإضافة التشريف والتمكين فقال بسم اللّه بحذف التنوين العبدي لإضافته إلى المنزل الإلهي ‏(‏مفتاح كل كتاب‏)‏ أي لفظ البسملة قد افتتح به كل كتاب من الكتب السماوية المنزلة على الأنبياء عليهم السلام، ويحتمل أن المراد أن حقها أن تكون في مفتتح كل كتاب استعانة وتيمناً بها ويعكر على الأول المتبادر ما ورد في حديث ضعيف أنها مما خص به إلا أن يقال أن هذا اللفظ متروك الظاهر لضعفه ومخالفته للقطعي وهو ‏{‏إنه من سليمان وإنه‏}‏ الآية، وفي رواية للدارقطني سندها متصل بسم اللّه الرحمن الرحيم أم القرآن وهي أم الكتاب وهي السبع المثاني والبسملة آية من كل سورة مطلقاً‏(‏1‏)‏ قال العارف ابن عربي‏:‏ وبسملة براءة هي التي في النمل فإن الحق سبحانه وتعالى إذا وهب شيئاً لم يرجع فيه ولا يرده إلى العدم فلما خرجت رجمته براءة وهي البسملة بحكم التبري من أهلها برفع الرحمة عنهم وقف الملك بها لا يدري أين يضعها لأن كل أمة من الأمم الإنسانية قد أخذت رحمتها ‏[‏ص 192‏]‏ بإيمانها تنبيهاً فقال أعطوا هذه البسملة للبهائم التي آمنت بسليمان عليه السلام وهي لا يلزمها إيمان إلا برسولها فلما عرفت قدر سليمان وآمنت به أعطيت من الرحمة الإنسانية حظاً وهو البسملة التي سلبت عن المشركين وصف عين خلاصة تلك الآية ذلك الحرف المقدم لأنه أول البسملة في كل سورة والسورة التي لا بسملة لها أبدلت بالباء فقال تعالى براءة، قال لنا بعض أحبار الإسرائيلين‏:‏ ما لكم في التوحيد حظ لأن افتتاح سور كتابكم بالباء فأجبته ولا أنتم فإن أول التوراة باء وكذا بقية الكتب فأفحم ولا يمكن غير ذلك فإن الألف لا يبدأ بها أصلاً اهـ‏.‏ قال البوني‏:‏ من علم ما أودع اللّه في البسملة من الأسرار وكتبها لم يحترق بالنار وروي أنها لما نزلت اهتزت الجبال لنزولها وقالت الزبانية من قرأها لم يدخل النار وهي تسعة عشر حرفاً على عدد الملائكة الموكلين بالنار ومن أكثر ذكرها رزق الهيبة عند العالم السفلي والعلوي وهي أول ما خط بالقلم العلوي على الصفح اللوحي وهي التي أقام اللّه تعالى بها ملك سليمان فمن كتبها ست مئة مرة وحملها معه رزق الهيبة في قلوب الخلائق ومن كتبها وجودها إعظاماً لها كتب عند اللّه من المتقين‏.‏

- ‏(‏خط في الجامع‏)‏ بين آداب القارئ والسامع ‏(‏عن أبي جعفر معضلاً‏(‏2‏)‏‏)‏‏.‏

-----------------------

‏(‏1‏)‏ قال صاحب الاستغناء في شرح الأسماء الحسنى عن شيخه السويسي‏:‏ أجمع علماء كل أمة على أن اللّه عز وجل افتتح كل كتاب من الكتب المنزلة من السماء بالبسملة‏.‏

‏(‏2‏)‏ المعضل ما سقط من سنده اثنان سواء كان الساقط الصحابي والتابعي أم غيرهما‏.‏

-----------------------

3112 - ‏(‏باب أمتي‏)‏ أي باب الجنة المختص بأمتي من بين الأبواب قال الحكيم الترمذي‏:‏ وهو المسمى باب الرحمة والمراد أمة الإجابة فإن قلت‏:‏ هذا يناقضه النص على تخيير بعض هذه الأمة بين الدخول من أي أبواب الجنة شاء، وأن باب الصائم يدعى الريان إلى غير ذلك قلت‏:‏ كلا لا منافاة لأن لهم باباً خاصاً بهم فلا يدخل منه غيرهم ويشاركون غيرهم من بقية الأبواب ‏(‏الذي يدخلون منه الجنة‏)‏ بعد فصل القضاء والانصراف من الموقف ‏(‏عرضه‏)‏ أي مساحة عرضه ‏(‏مسيرة الراكب المجدّ‏)‏ أي صاحب الجواد وهو الفرس الجيد أو المجود الذي يكون دوابه جياداً وقال الديلمي‏:‏ المجود المسرع والتجويد السير بسرعة، وقال الطيبي‏:‏ المجود يحتمل أن يكون صفة لراكب والمعنى الذي يجود ركض الفرس وأن يكون المضاف إليه والإضافة لفظية أي الفرس الذي يجود في عدوه ‏(‏ثلاثاً‏)‏ من الأيام مع لياليها ‏(‏ثم إنهم ليضغطون‏)‏ أي ليعتصرون ‏(‏عليه‏)‏ أي على ذلك الباب حال الدخول ‏(‏حتى تكاد مناكبهم تزول‏)‏ من شدة الزحام ولا ينافيه خبر إن ما بين مصراعين من مصاريع الجنة كما بين مكة وهجر لأن الراكب المجود غاية الإجادة على أسرع مجرى ليلاً ونهاراً يقطع المسافة بينهما ثم إنه لا تعارض بين الخبرين وخبر أحمد أن ما بين المصراعين مسيرة أربعين عاماً لما سيجيء فيه قال القرطبي‏:‏ وقوله باب أمتي يدل على أنه لسائر أمته ممن لم يغلب عليه عمل يدعى به ولهذا يدخلون مزدحمين‏.‏

- ‏(‏ت‏)‏ وكذا أبو يعلى ‏(‏عن ابن عمر‏)‏ بن الخطاب واستغربه قال‏:‏ وسألت محمداً يعني البخاري عنه فلم يعرفه وقال خالد بن أبي بكر أي أحد رجاله له مناكير عن سالم اهـ ومن ثم أعله المناوي بخالد هذا وقال له مناكير‏.‏

3113 - ‏(‏بابان معجلان عقوبتهما في الدنيا‏)‏ أي قبل موت فاعليها ‏(‏البغي‏)‏ أي مجاوزة الحد والظلم ‏(‏والعقوق‏)‏ للوالدين وإن عليا أو أحدهما أي إيذاؤهما ومخالفتهما فيما لا يخالف الشرع‏.‏

- ‏(‏ك‏)‏ في البر ‏(‏عن أنس‏)‏ وقال صحيح وأقره الذهبي‏.‏

3114 - ‏(‏بادروا‏)‏ أي سابقوا وتعجلوا من المبادرة وهي الاسراع ‏(‏الصبح بالوتر‏)‏ أي سابقوه به بأن توقعوه قبله ‏[‏ص 193‏]‏ قال الطيبي‏:‏ كأن الصبح مسافر يقدم عليك طالباً منك الوتر وأنت تستقبله مسرعاً بمطلوبه وإيصاله إلى بغيته‏.‏

- ‏(‏م ت‏)‏ كلاهما في الصلاة ‏(‏عن ابن عمر‏)‏ بن الخطاب، وظاهر صنيع المصنف أنه لم يره لأحد من الستة غير هذين، وهو عجيب فقد خرجه معهما أبو داود‏.‏

3115 - ‏(‏بادروا‏)‏ أي أسرعوا ‏(‏بصلاة المغرب‏)‏ أي بفعلها ‏(‏قبل طلوع النجم‏)‏ أي ظهور النجوم للناظرين فإن المبادرة بها مندوبة لضيق وقتها ويبقى وقتها إلى مغيب الشفق على المفتى به عند الشافعية والحنابلة‏.‏